نساء العراق يبعن أجسادهن لإطعام أطفالهن.
هذا للأسف هو ما يحدث حقا على أرض العراق.. العربية.. صاحبة بغداد... حاضرة الخلافة... وقبلة القاصدين لسنين وسنين.
خبر قراته ولم أتمالك نفسي من البكاء أتعلمون لماذا؟ ام على ماذا؟
البكاء لكوننا صرنا أضعف أمم الأرض وأهون الأمم على الناس ورغم كون هذا الأمر ليس بمستغرب ولا جديد فنحن نتجرع هذا الكاس من ما يزيد على 700 سنة.
نعم أيها الإخوة في الدين والوطن والإنسانية منذ ما يزيد عن 700 سنة وتحديدا بعد انتهاء آخر المعارك العظيمة في تاريخ الإسلام وهي عين جالوت.
لم يكن يتخيل أي مواطن عربي أن يأتي اليوم الذي تلجأ فيه النساء العراقيات إلى بيع أجسادهن من أجل إطعام الأطفال الصغار ، في دولة كانت هى الأقوى والأغنى بين الدول العربية ، ولكن هذا بالفعل ما يحدث الآن في بلاد الرافدين.
ومع حكاية كل امرأة عراقية باعت نفسها للشيطان من أجل بضعة دولارات لا تعلم إذا كانت ستنجو بها من السيارات المفخخة والغارات الجوية والكمائن المزيفة ، تتكشف أبعاد القضية التي بلغت إلى حد أقلق منظمة الأمم المتحدة حول مستقبل المرأة في العراق.
تقول "سها" البالغة من العمر 37 عاما ، وهو بالطبع ليس اسمها الحقيقي : "لا يجب أن نلام على ما نفعل أو يتحدث عنا الناس بكلام سيء ، فهذا الطريق لم نختاره بمحض إرادتنا ، بل فرضه علينا الواقع المرير للعراق".
واستطردت والدموع تملأ عينيها : "أنا أم لثلاثة أطفال ، ولا أملك المال اللازم للذهاب بهم إلى الطبيب ، وكان علي أن أفعل أي شيء للحفاظ على هؤلاء الأطفال أحياء ، فأنا أولا وأخيرا أم".
وارتعشت يدا سها وهي تقول إن زوجها يعتقد أنها تذهب للخدمة في البيوت كلما خرجت من المنزل ، وكذاك هو الحال بالنسبة لعائلة "كريمة" التي تقول : "كنت بالفعل أذهب للخدمة في البيوت في البداية ، ولكن هذا لم يكن يدر مالا كافيا مهما بذلت من مجهود".
وأضاف : "مات زوجي منذ تسعة أشهر متأثرا بإصابته بسرطان الرئة ، ولم يترك لي أي شيئ ، وعندي خمسة أبناء تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاما".
وعلى الرغم من أن الابن الأكبر لكريمة يستطيع العمل ومساعدتها في تحمل أعباء الأسرة ، إلا أنها تخشى على حياته إذا خرج للشوارع ، وتفضل التضحية بنفسها فداء لأبنائها.
وتشرح كريمة كيفية انجرافها في طريق البغاء فتقول : "حدثت المرة الأولى عندما كنت أنظف أحد البيوت ، في البداية رفضت وحاولت المقاومة ، ولكن سريعا ما أدركت أنه لا فائدة ويجب علي القيام بذلك".
ولدى سها وكريمة زبائن دائمين يتصلون بهما مرتين في الأسبوع على الأقل ، فيما تضطر نساء أخريات للذهاب إلى السوق للبحث عن زبائن ، أو السير على الطرق الرئيسية للفت الإنتباه.
وتزداد معدلات دخول النساء العراقيات إلى عالم البغاء بوما بعد الآخر ، حيث يقول موظفو الإغاثة العاملين في العراق إن التفجيرات اليومية تحصد آلاف الأرواح بخلاف من يصابون بالعجز أو بتر الأعضاء ، والحكومة غير قادرة على فعل أي شيئ ، فلا يوجد هناك نظام تأمين اجتماعي ولا معاشات ، والفوضى تسيطر على كل شيئ.
وتقول ينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق : "في مناخ مثل الذي تعيش فيه العراق حاليا ، تضطر النساء إلى بيع أجسادها من أجل الحفاظ على حياة أطفالهن" ، مشيرة إلى أن الكل يعلم ما يجري ولكن "يسكت" ويسد أذنه.
ويعمل فريق منظمة حرية المرأة على انتشال النساء العراقيات من هذا المصير ، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية لهن ، حيث عثر الفريق على العديد من النساء داخل المستشفيات بعد محاولتهن الانتحار بسبب عدم احتمال ما هن فيه.
وتختتم سها حديثها بالقول : "كلما نظرت إلى أطفالي والطعام أمامهم على المائدة ، أقنع نفسي بأن ما أقوم به من أجلهم ، فلو حدث أي مكروه لأحد منهم لن أحتمل الحياة".
أتريدون بعد هذا ان لا تبكي اعينكم وقلوبكم.
حسبي الله ونعم الوكيل - حسبهم الله ونعم الوكيل - حسبنا الله ونعم الوكيل.
تحت رعاية بلغوا عني ولو آيه